تُعد ساعة Apple Watch من أبرز
الابتكارات في عالم التكنولوجيا القابلة للارتداء، حيث جمعت بين الأناقة والعملية،
ووفرت مجموعة واسعة من الميزات الصحية والتقنية التي جعلتها الخيار الأول للكثير
من المستخدمين حول العالم. ومع كل إصدار جديد، ينتظر الجمهور بفارغ الصبر رؤية
التحسينات والإضافات الجديدة.
ومع إطلاق Apple Watch Series 11، ظهرت تساؤلات كثيرة حول
مدى الاختلاف الحقيقي بينها وبين الإصدار السابق Series
10، وهل تستحق الترقية فعلًا؟ في هذا المقال، نستعرض مقارنة شاملة
بين الساعتين من حيث التصميم، الأداء، البطارية، الميزات الصحية، وتقنيات الاتصال،
لمساعدتك في اتخاذ القرار المناسب.
أولاً: التصميم والشاشة
من حيث الشكل الخارجي، لا تقدم Series
11 تغييرًا جذريًا عن Series 10. كلا
الساعتين تأتيان بالحجمين المعروفين: 42 ملم و46 ملم، بتصميم أنيق وشاشة كبيرة
تغطي معظم الواجهة الأمامية. الشاشة في كلا الإصدارين من نوع Retina LTPO OLED، وتدعم ميزة
Always-On Display التي تُبقي الشاشة نشطة دون الحاجة لرفع المعصم.
لكن التحسين الفعلي في Series 11 يكمن في مقاومة
الشاشة للخدوش، خاصة في الإصدارات المصنوعة من الألومنيوم، حيث تم تعزيز طبقة
الحماية الزجاجية لتكون أكثر صلابة وقدرة على تحمّل الاستخدام القاسي. هذا يُعد
تطورًا مهمًا لمن يرتدون الساعة في بيئات عمل نشطة أو أثناء التمارين الخارجية.
كذلك، أضافت آبل لونًا جديدًا ضمن تشكيلة الألوان، مما يمنح المستخدمين
إحساسًا بالتجديد، حتى وإن لم يتغير التصميم العام كثيرًا.
ثانيًا: الأداء والمعالج
من ناحية الأداء، لم تُغيّر آبل المعالج بشكل كبير بين Series 10 وSeries 11. كلا الساعتين تعملان
بنفس المعالج، مما يعني أنك ستحصل على نفس تجربة الأداء تقريبًا من حيث سرعة فتح
التطبيقات، التنقل بين القوائم، واستجابة اللمس.
مع ذلك، أجرت الشركة بعض التحسينات في استهلاك الطاقة وإدارة
الموارد داخل الساعة، ما ساهم بشكل غير مباشر في تحسين عمر البطارية. لذا،
وعلى الرغم من أن الأداء يبدو متشابهًا على السطح، إلا أن Series
11 تعمل بكفاءة أفضل قليلاً على مستوى استقرار الأداء والحرارة واستهلاك
الطاقة.
ثالثًا: البطارية وسرعة الشحن
عمر البطارية هو أحد أهم الفروقات بين Series
11 وSeries 10. فبينما كانت Series 10 تُوفر عمر بطارية يصل إلى حوالي 18 ساعة في الاستخدام اليومي، فإن Series 11 تُقدّم ما يصل إلى 24 ساعة من العمل المتواصل، وقد تمتد إلى أكثر
من 36 ساعة عند تفعيل وضع الطاقة المنخفضة.
إضافة إلى ذلك، تم تحسين خاصية الشحن السريع في Series 11، مما يسمح بشحن الساعة بسرعة كافية خلال
دقائق معدودة. وهذا مهم جدًا لمن يستخدم الساعة لتتبع النوم ليلاً، حيث يكفي شحنها
لفترة قصيرة خلال النهار لتكون جاهزة طوال الليل.
رابعًا: المزايا الصحية والرياضية
آبل تضع الميزات الصحية في قلب تجربة Apple
Watch، ومع Series 11 تم إدخال
تحسينات جديدة تُركز على جودة تتبع النوم والصحة القلبية.
من أبرز الإضافات:
- تحليل أكثر دقة للنوم،
حيث تعرض الساعة الآن تقييمًا يوميًا لجودة النوم، مع تتبع لمراحل النوم
المختلفة مثل النوم العميق ونوم حركة العين السريعة
(REM).
- تنبيهات محتملة لارتفاع ضغط الدم،
وهي ميزة وقائية تعتمد على قياسات معدل ضربات القلب والتقلبات في نبضات القلب
لتنبيه المستخدم مبكرًا في حال وجود إشارات غير طبيعية.
- تحسينات على دقة تتبع معدل ضربات القلب، ومراقبة التمارين
الرياضية بدقة أعلى، خاصة عند ممارسة الرياضات عالية الكثافة أو في الهواء
الطلق.
هذه المزايا ليست بالضرورة أسبابًا كافية للترقية من Series 10، لكنها تمثل خطوة إلى الأمام نحو جعل الساعة
أداة صحية شاملة.
خامسًا: الاتصال والتقنيات الحديثة
في مجال الاتصال، قامت آبل بإضافة دعم شبكات الجيل الخامس 5G في النسخ الخلوية من Series
11، وهو ما يُعد خطوة طبيعية لتتماشى الساعة مع تطور شبكات الاتصال
الحديثة. هذا يمنح المستخدمين تجربة أسرع وأكثر استقرارًا عند استخدام الإنترنت
بدون هاتف.
بالإضافة إلى ذلك، تم تحسين تقنية البلوتوث والوأي فأي، ما يوفّر
اتصالًا أكثر سلاسة مع باقي أجهزة Apple، مثل iPhone وMac وسماعات
Air Pods. وهذا يُعزز من تجربة المستخدم خاصة في المهام اليومية مثل الاستماع
للموسيقى، الرد على المكالمات، أو استخدام التطبيقات بشكل مستقل.
هل تستحق الشراء؟
القرار في النهاية يعتمد على طريقة استخدامك واحتياجاتك اليومية. إذا
كنت تملك Series 10 وتؤدي الساعة مهامك
بكفاءة، فقد لا تجد دافعًا قويًا للترقية، لأن الفروقات ليست كبيرة من حيث الأداء
أو الشكل.
لكن إذا كنت تبحث عن تحسين في عمر البطارية، أو كنت مهتمًا
بالميزات الصحية الجديدة، أو ترغب في تجربة الاتصال بشبكات 5G، فستكون Apple Watch Series 11 خيارًا مناسبًا ومُرضيًا.
أما إن كنت تستخدم إصدارًا أقدم مثل Series
8 أو Series 9، فمن المرجح أنك ستلاحظ
فرقًا واضحًا في الأداء، المظهر، وعمر البطارية، مما يجعل الترقية إلى Series 11 أكثر منطقية.
